معرفة جميع بقاع الأرض والإحاطة بما فيها من المخلوقات لا يقدر عليها إلا الله عز وجل الذى أحاط بكل شيء علما ,ولا يزال من عدم اكتشافنا لمكان سد يأجوج ومأجوج ,أو مكان الدجال ,أو غيرهم من المخلوقات أنهم غير موجودين؛فقد يكون الله عز وجل صرف الناس عن رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد ,أو جعل بينهم وبين الناس أشياء تمنع من الوصول إليهم كما حصل لنبي إسرائيل حين ضرب الله عليهم التيه(1) فضلوا أربعين سنة في فراسخ قليلة من الأرض ,فلم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه,والله عز وجل على كل شيء قدير, جعل لكل شيء أجلا ووقتا, قال تعالى:{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) }(2) .وما عجز الأوائل عن اكتشاف ما اكتشفه المتأخرون إلا لأن الله عز وجل جعل لكل شيء أجلا.(3)
وختاما..قال القاضي عياض:[ الأحاديث الواردة في يأجوج ومأجوج : هذه الأخبار على حقيقتها يجب الإيمان بها ؛لأن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة, وقد ورد خبرهم أنه لا يقدر لأحد على قتالهم من كثرتهم ,وأنهم يحصرون نبي الله عليسى عليه السلام ومن مهع من المؤمنين الذين نجوا من الدجال ,فيدعو عليهم فيهلكهم الله عز وجل أجمعين بالنغف- وهو الدود في رقابهم- فيؤذون الأرض والمؤمنين بنتنهم ,فيدعو عيسى وأصحابه ربهم فيرسل الله طيرا فتحملهم حيث شاء الله ](4)
[divider style="dotted" top="20" bottom="20"]
(1) أي زمن الضياع فلا يهتدون إلى طريق ولا يبقون مطمئنين
(2) الأنعام :66-67
(3) وقد تقدم عند كلامنا عن الدجال أن مثلث برمودا لا يزال لغز يحير العلماء بالرغم من تطور وسائل الاكتشاف
(4) نقله عنه القاري في مرقاة المصابيح شرح مشكاه المصابيح(16-2).
[box type="note" align="" class="" width=""]
- مقدمة عن يأجوج ومأجوج
- قصة بناء السد على يأجوج ومأجوج
- معنى يأجوج ومأجوج
- ما دين يأجوج ومأجوج؟وهل بلغتهم رسالة النبي ﷺ؟
- كثرة عدد قوم يأجوج ومأجوج
- صفة خلق يأجوج ومأجوج
- كيف يخترقون السد؟
- النصوص الواردة في يأجوج ومأجوج
- هلاك قوم يأجوج ومأجوج
- لا قتال بعد يأجوج و مأجوج
- يبقى الحج بعد يأجوج ومأجوج
- السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج مأجوج هل رأه أحد؟ او يمكن لأحد رؤيته؟
- لماذا لم تكشف الأقمار الصناعية سد يأجوج ومأجوج؟
- هل يجب على المسلمين قتال يأجوج ومأجوج؟
[/box]
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفوالصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله النبي الأمين
أما بعد . فإن جميع الأدلة المأثورة من أقوال الصحابة مثل ابن عباس رضي الله عنهما وغيره مثل الرجل الذي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم وقال يارسول الله انا قد رأيت السد فقال الرسول صلى الله عليه وسلم صفه لنا قال كالبردة المحبرة طريقة سودا وطريقة حمراء . وكذلك كتب التواريخ القديمة وبعثات الأمويين والعباسية . فكلها تشير إلى أن مكان السد في أرمينيا بسلاسل جبال القوقاز وبالتحديد في وادي داريال الممر الوحيد عبر هذه السلاسل الجبلية الوعرة الواصلة بين الشمال إلى الجنوب . ولكن عند البحث عن السد في هذا الوادي والمكان المرشح أن يكون فيه لم يوجد هذا السد . فقد أشار عددا من الباحثين من خلال استقرائهم للأدلة الواردة في هذا الموضوع أن السد قد تآكل بفعل الصدأ والتاكسد منذو زمنا بعيد فلا وجود له الان . ومن الأدلة التي ترجح هذا الاحتمال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان نائما ثم استيقظ وقال ويلا للعرب من شرا قد اقترب فتح من سد يأجوج ومأجوج قدر هذه وحلق بين اصبعيه . ففي هذا الحديث ربط الشر الذي وعد به العرب بالذات بخراب السد . وهنا نظرات تحليلية في مفردات هذا الحديث . فمثلا 1- تخصيص الشر الموعود بالعرب دون غيرهم بالرغم إن هناك شعوبا وبلدانا أقرب إلى السد من العرب .
2- ربط حدوث الشر الذي سوف يصيب العرب بخراب السد .
3- إن هذا الشر يأتي من وراء السد .
4- أن الخراب قد بدأ في هذا السد .
5- أن الفتحة التي رأها الرسول صلى الله عليه وسلم في جسم السد لاتكون من فعل البشر لأن الله سبحانه وتعالى قال( فماستطاعوا أن يظهروه وماستطاعوا له نقبا ) .
فاولا - مالذي حدث للعرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
إن السياد والسلطان كان للعرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصلت إلى المنطقة التي كان السد فيها وإلى أبعد من ذلك فقد وصل حكمهم إلى حدود الصين شرقا وإلى حدود فرنسا غربا . فماهو أعظم شرا أصاب العرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . إنه اجتياح التتار والمغول لدولة العرب والمسلمين في منتصف القرن السابع والقضاء على النفوذ العربي والسيادة العربية التي كانت ممتدة من حدود الصين شرقا حتى حدود فرنسا غربا وإسقاط سلطانهم إلى يومنا هذا .
ثانيا - مالذي أحدث فتحة في السد اذا كان الفعل البشري مستبعد بنص القرآن الكريم ( فماستطاعوا أن يظهروه وماستطاعوا له نقبا ) أن الاحتمال الوارد والمتوقع هو فعل الصدأ والتاكسد فمعلوما أن الحديد لايكون دكا دكا إلا بفعل الصدأ والتاكسد فالطبقة النحاسية التي افرغت على جسم السد من قبل ذوالقرنين تتاكسد مع طول الزمن بشكل بطيء وهذا معروف عند الحدادين والمهندسين ويسمى الزنجار وهي ماده خضراء اللون تظهر على القطع النحاسية إذا تعرضت إلى العوامل الجوية . ثالثا - إن وصف الرجل الذي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم للسد يوحي بأن الصدأ والتاكسد قد بدأ فعلا في جسم السد فقد تكون الطريقة السودا التي رأها الرجل هي الصدأ القديم والطريقة الحمراء هي الصدأ الحديث التكوين . فجميع الاستنتاجات من الحديثين السابقين تفيد الآتي 1- أن السد قد تآكل بفعل الصدأ والتاكسد وانهار منذو منتصف القرن السابع الهجري عندما اجتاح التتار والمغول ديار المسلمين .2- أن التتار والمغول هم يأجوج ومأجوج لأهم الذين وراء السد فق جندوا أربعين الف جندي من أرمينيا وحدها لفتح بغداد .
3- إن موقع السد كان معروف لدا الصحابة بدليل أن الرجل الذي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف مكانه وقد صدقه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له ( قد رأيته ) . فلهذه الأسباب لم تكتشف الأقمار الصناعية سد يأجوج ومأجوج لأنه قد تهدم منذو زمنا بعيدا والله أعلم .